المملكة تُوَسِّع نطاق خطتها لتطوير البنية الرقمية لبناء وتمكين مراكز البيانات الضخمة
كشفت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عن مجموعة من المبادرات التعاونية مع أربع شركات جديدة لتطوير وبناء مراكز بيانات ضخمة، موزعة على عدة مناطق حول المملكة، والعمل على تمكين الاستفادة من مصادر إنتاج الطاقة المتجددة؛ لتنمية القطاع والاستدامة البيئية.
وتأتي هذه التطورات امتدادًا لخطة الوزارة المتماشية مع تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، الهادفة إلى انتقال المملكة من اقتصاد قائم على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد رقمي موجه بالابتكار.
وتلعب البنية التحتية الرقمية دورًا محوريًا في تسريع مراحل التحول الرقمي المتقدم، وتبني التقنيات الناشئة لبناء حاضر مترابط ومستقبل مبتكر، وترسيخ دور المملكة كمركز رقمي إقليمي للحوسبة السحابية، وجاذب للاستثمارات التقنية القائمة على الابتكار في المنطقة.
وتماشياً مع أهداف الخطة المكونة من عدة مراحل لتطوير مراكز البيانات في المملكة، عملت الوزارة بشكل وثيق مع مجموعة من الشركات المحلية والعالمية في هذا النطاق لهيكلة مبادئ الأعمال الأساسية لتطوير مراكز البيانات الضخمة في المملكة, ومن المتوقع تجاوز أهداف الخطة حاجز 1300 ميجاواط قبل حلول عام 2030، مع استثمارات متوقعة تتجاوز قيمتها 18 مليار دولار في مراكز البيانات والطاقة المتجددة لخدمة المنطقة.
وأعلنت الوزارة سابقاً عن بدء العمل مع ثلاث شركات كمرحلة أولى، وتم مؤخراً إضافة أربع شركات جديدة كمرحلة ثانية من الخطة، هي شركة الملز المالية وشركة ضوئيات المتكاملة للاتصالات وتقنية المعلومات وشركة كوانتوم سويتش تماسك ومجموعة الفنار.
وأكّد وكيل الوزارة للاتصالات والبنية التحتية المهندس بسام البسام على أهمية تمكين شركاء الوزارة من القطاع الخاص وتسريع النمو الاقتصادي من خلال زيادة التنوع الجاذب للاستثمارات الرقمية: "توجه الوزارة اليوم قطاع تطوير وبناء مراكز البيانات الضخمة ليزيد من تبني ونضج الخدمات السحابية المُمَكِّنة للخدمات الرقمية والألعاب والرياضات الإلكترونية، وخدمات البث عبر الإنترنت ومشغلي خدمات المحتوى والمنصات الرقمية الأخرى وتوطينها, وتخطو المملكة بثبات نحو تعزيز مكانتها كمركز رقمي رائد إقليمياً، وذلك من خلال الشراكة مع الشركات العاملة في القطاع وتسريع وتيرة أعمالها وضمان جاهزيتها، وصولاً إلى تمكين هذا الوطن الطموح رقمياً".
وأوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة الفنار المهندس عبدالسلام محمد المطلق: "بناءً على خبرتنا العالمية في مجال تطبيقات الطاقة المتجددة المتقدمة وتوطين التقنية، وتقديم وربط الحلول الرقمية، تأتي مبادرة الوزارة في صميم توجهنا وتُمَكِّنُنَا من مواكبة وتحقيق رؤية المملكة 2030؛ لتكون نواة مراكز البيانات الضخمة في المنطقة".
من جانبه، أبان العضو المنتدب لشركة الملز المالية الدكتور عبد العزيز جزار، أن المملكة تشهد خطة طموحة للتحول الرقمي تهدف إلى رفاهية المواطن وتَقَدُّم الوطن، لافتًا إلى أن برنامج تطوير مراكز البيانات الضخمة يعتبر أحد أهم الدعائم في هذه الخطة التي تتعاون فيها شركة الملز المالية مع شركة أرجوان.
ومن جهته، أشار الرئيس التنفيذي لشركة ضوئيات المتكاملة الدكتور أحمد سندي: " أن مراكز البيانات الضخمة أحد أهم ممكنات تحقيق رؤية 2030 في مجال التحول الرقمي في المملكة، كما أنها مُمَكِّن رئيس للنهوض بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتسهم في توطين المحتوى وتقديم الخدمات التقنية وفق أعلى المعايير".
وتعليقًا على هذه الشراكة، قال الرئيس التنفيذي لشركة تماسك وعضو مجلس الإدارة في شركة كوانتوم سويتش تماسك السيد ماثيو ناثان: "يشرفنا ترشيح شركة تماسك كشريك إستراتيجي لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لتوفير مركز بيانات ضخمة جديد في المملكة، مؤكدًا أنّ الشركة على أتم الاستعداد لدعم خطة رؤية وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات للتحول الرقمي في المملكة، وذلك لقدرة تماسك المالية وخبرتها في التطوير".
الجدير بالذكر أن المملكة بذلت جهودًا كبيرة لتحفيز تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز دورها في ربط العالم، وأطلقت مبادرات وطنية عديدة لربط أكثر من 3,5 ملايين منزل بالألياف الضوئية وتغطية 70% من المناطق النائية بشبكات النطاق العريض اللاسلكي، وإطلاق أول مقسم إنترنت محايد (SAIX) في المملكة، ويعمل فيها أكبر ثلاث شركات اتصالات في المنطقة، وتُعتبر أكبر سوق للاتصالات وتقنية المعلومات والتقنيات الناشئة في المنطقة بقيمة تجاوزت 35 مليار دولار أميركي.